تتجه انظار المتداولين والاسواق خلال جلسة اليوم الاربعاء في وقت متأخر نحو نتائج اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي بدا منذ امس الثلاثاء في جلسة مغلقة حيث من المتوقع أن يرفع البنك الاحتياطي من اسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 5% .

أرقام التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية سجلت ارتفاعاً بواقع 0.4% في فبراير بعد ارتفاع بواقع 0.5% في فيما ارتفع المؤشر الأساسي المستثنى منه اسعار الغذاء والطاقة إلى 0.5% مقارنة ب0.4% في يناير .

في المقابل ارتفع المؤشر السنوي على مدار ال12 شهراً الماضية إلى 6.0% من 6.4% في يناير فيما انخفض المؤشر الاساسي السنوي المستثنى منه اسعار الغذاء والطاقة إلى 5.5% في فبراير من 5.6%  .

بعد شهادة جيروم باول امام الكونغرس مطلع مارس ارتفعت توقعات الاسواق بان يتجه الفيدرالي الأمريكي لتشديد أقوى للسياسة النقدية في مارس وارتفعت توقعات الرفع بواقع 50 نقطة أساس إلى أكثر من 80% قبل أن تاتي أزمة المصارف متمثلة في بنك سيلكون فالي لترفع من مخاوف الأسواق خاصة وأن الازمة جاءت بعد الارتفاعات القوية في اسعار الفائدة الأمريكية .

مخاوف العدوى والاضطرابات من أزمة مصرفية قد تضرب الاقتصاد الأمريكي والعالمي دفعت بتوقعات اسعار الفائدة الأمريكية إلى التراجع حيث اصبحت توقعات العقود الآجلة بواسطة أداة الFEDWatch من CME ترى الان رفعاً لمعدلات الفائدة بواقع 25 نقطة اساس في اجتماع مارس بحوالي 84% فيما شهدت تغييراً جذرياً حيث ارتفعت توقعات ابقاء الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة دون تغيير إلى 15% بعد أن كانت خارج المعادلة حتي قبل اسبوعين فقط كما وارتفعت التوقعات بخفض بحوالي 1% لمعدلات الفائدة حتي نهاية العام إلى أكثر من 32% .

الفيدرالي الان ما بين نار ارتفاع التضخم ومحاربته وما بين نار أزمة السيولة والمصارف التي قد تعود للظهور مجدداً في حال اظهر الفيدرالي بياناً متشدداً بانه سيستمر في رفع معدلات الفائدة حتي ولو رفعها اليوم بواقع 25 نقطة اساس .

بعض التوقعات تشير بأن الفيدرالي الأمريكي قد يبقي من اسعار الفائدة دون تغيير للحد من ازمة المصارف وعدم ظهورها على السطح خاصة وأن خسائر البنك الأمريكية الناجمة عن هبوط قيمة السندات نتيجة رفع الفائدة تجاوزت ال600 مليار دولار ولكن تكمن المشكلة هنا بأن الفيدرالي قد يفقد مصداقيته وأن تفسر الاسواق بأن الكارثة اكبر من ما تبدو وبالتالي يتسبب في فولاتيلتي عالية وسقوط للاسهم الأمريكية .

وتتجه الانظار لمراقبة تصريحات رئيس البنك الفيدرالي ومخطط النقاط لمستقبل اسعار الفائدة من أعضاء البنك التي تصدر للمرة الاولى منذ ديسمبر لتكون المحرك الرئيسي للأسواق خلال هذا الاسبوع والفترة المقبلة .

سيناريوهات الحركة المتوقعة

رفع بواقع 25 نقطة اساس محتسبة في الاسعار الحالية وستكون تصريحات باول والتوقعات المستقبلية للفائدة هي المحرك الرئيسي للأسواق .

عدم رفع الفائدة سيتسبب في تحركات قوية في الاسواق وسيرتفع الذهب ويتراجع الدولار الأمريكي وقد ترتفع الاسهم مؤقتاً .

رفع الفائدة بواقع 50 نقطة اساس تدعم ارتفاعات قوية للدولار الأمريكي وتراجعات الاسهم الأمريكية .