إشتري المستثمرين الدولار الأمريكي خلال جلسة تعاملات أمس الثلاثاء ال12 من اكتوبر وقبل أقل من 24 ساعة من بياتات التضخم الأمريكية وصدورمحضر الفيدرالي الأمريكي للإجتماع السابق قبل إسبوعين في إشارة على أن تكون بيانات التضخم اليوم إيجابية في سبتمبر ليدفع المستثمرين الدولار الامريكي إلى اعلى مستوياته منذ سبتمبر من العام الماضي 2020 ويسجل قمة جديدة للعام عند 94.53 مستفيداً ايضاً من إرتفاع العائد على سندات الخزانة  الامريكية لأجل عشرة سنوات  لأعلى مستوى في خسمة اشهر عند مستويات 1.63 قبل أن يتراجع بنهاية الجلسة .

وعلى الرغم من التراجعات صباح اليوم الأربعاء وقبل ساعات من بيانات التضخم ومحضر الفيدرالي الأمريكي تترقب الاسواق إرتفاعاً في مؤشر اسعار المستهلكين المعني بقياس التضخم في سبتبمر بواقع 0.3% على اساس شهري أو 5.3% على اساس سنوي وأن يرتفع المؤشر الأساسي المستثنى منه اسعار الغذاء والطاقة إلى 0.3% .

أزمة سلاسل التوريد التي تضغط على الشركات الأمريكية بوصول البضائع متاخرة أو عدم وصولها بالإضافة لإرتفاع اسعار الطاقة المستمر المتسبب في إرتفاع اسعار السلع والخدمات يدعم إستمرار إرتفاع التضخم في سبتمبر وعليه إشترى المستثمرين الدولار الأمريكي مع بداية الجلسة أمس الثلاثاء حيث أي إرتفاع للتضخم بصورة اسرع من التوقعات ستجبر الفيدرالي الأمريكي على رفع معدلادت الفائدة بصورة اسرع مما هو متوقع .

سيركز المستثمرين على محضر الفيدرالي الأمريكي بنهاية الجلسة الأمريكية اليوم وستراقب الأسواق مدى تغير توقعات أعضاء الفيدرالي الأمريكي لمعدلات الفائدة خاصة وأن حوالى نصف الأعضاء في الإجتماع الاخير يتوقعون رفع اسعار الفائدة في العام المقبل 2022 .

وكنا قد تابعنا تصريحات لعضو لجنة السوق المفتوحة ورئيس الفيدرالي في اتلانتا رافائيل بوستيك امس الثلاثاء أكد فيها بانه ليس لديه أية مخاوف بشأن بيانات التوظيف الأخيرة في سبتمبر والتي كانت ضعيفة وانه ما زال يفضل البدء في تقليص وتيرة شراء السندات في نوفمبر لتدعم إرتفاعات الدولار الامريكي .

على صعيد متصل خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته لنمو الإقتصاد العالمي إلى 5.9% في العام الجاري مقارنة ب65 في تقديرات سابقة مع إرتفاع مخاوف مشكلة سلاسل التوريد ليخفض ايضاً من توقعاته لنمو الإقتصاد الأمريكي بنسبة 1% إلى 6% خلال العام الجاري مقارنة ب7% في تقديرات سابقة في يوليو .

هذه التوقعات لصندوق النقد رفعت قليلاً من مخاوف الأسواق بأن نشهد ركوداً تضخمياً ولكن حتى اللحظة الإشارات تؤكد إستمرار نمو وتعافي الإقتصاد العالمي وتظل مشكلة التضخم هي الأبرز حيث يرى الفيدرالي الأمريكي أن التضخم في العام المقبل قد يستقر عند 2.3% في أحدث توقعاتهم وهو مستوى اعلى من 1.8% التي كانت في توقعاتهم قبل عام وعلية سيجبر الفيدرالي الأمريكي على رفع معدلات الفائدة في وقت مبكر بحسب راي بعض المحللين ولكننا بعيدين عن التضخم الركودي الذي لكي يحدث لابد أن نشهد تراجعاً قوياً في نمو الإقتصاد العالمي  .

بيانات قوية من التضخم الأمريكي ستكون عملات اليورو والين والفرنك من اكبر الخاسرين والعكس في حال جاءت البيانات معاكسة للتوقعات وسلبية ستدعم إرتفاعات العملات السلعيه (الأُسترالي والنيوزلندي والكندي) بالإضافة للجنيه الإسترليني .

الين الياباني كان احد اكبر المتضررين من إرتفاعات الدولار الأمريكي وإرتفاع العائد على السندات الأمريكية في اخر أسبوعين ليصل إلى ادنى مستوياته منذ ديسمبر من العام 2018 عند 113.80 أمس الثلاثاء قبل أن يرتفع قليلاً ويتداول صباح اليوم عند مستويات 113.50 .

اليورو بدوره سجل قاع جديد للعام الجاري مقابل الدولار الأمريكي عند 1.1525 أمس الثلاثاء متاثراً بتراجع مؤشر الثقة الإقتصادية في المانيا ومنطقة اليورو ويتداول الان عند مستويات 1.1545 مع إفتتاحية الأسواق الأوربية .