يستمر المؤشر العام للدولار الأمريكي والمعني بقياس قوه الدولار مقابل سلة من العملات (دولار اندكس) في تسجيل مستويات مرتفعة منذ مطلع الأسبوع أمس الاثنين متداولاً في أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2002 عند 108.45 مستفيداً من ارتفاع توقعات الأسواق بتشديد الفيدرالي الأمريكي للسياسة النقدية في اجتماعه بعد أقل من أسبوعين وضعه كأحد أهم عملات الملاذ الامن وسط ترقب في الأسواق لأرقام التضخم الأمريكية غداً الأربعاء .
قبل أرقام التضخم التي من المتوقع أن تصدر غداً الأربعاء ترتفع توقعات الأسواق بأن يرفع الفيدرالي الأمريكي من أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس للمرة الثانية على التوالي الامر الذي يسجل دعماً لاستمرار ارتفاعات الدولار الأمريكي فيما يقترب اليورو من مستويات التعادل مع الدولار الأمريكي بتداوله الان عند مستويات 1.0006 للمرة الأولى منذ العام 2002 .
سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي أعلى مستويات تضخم منذ ديسمبر 1981 في مايو عند 8.6% مع ارتفاع أسعار الطاقة بواقع 35% فيما تتوقع الأسواق أن يرتفع التضخم إلى 8.8% في يونيو وأن يرتفع بنسبة 1.1% على أساس شهري من 1% .
ارتفاع المخاوف العالمية بشأن الركود الاقتصادي المتوقع في العالم عامل مساهم أيضاً في ارتفاعات الدولار الأمريكي حيث يعتبر الدولار الأمريكي من أهم عملات الملاذ الأمن في الوقت الراهن .
أكبر المتضررين من ارتفاعات الدولار الأمريكي يعتبر عملة اليورو التي تكافح مع ارتفاعات الدولار من ناحية وارتفاع التوترات الجيوسياسة في منطقة اليورو من أزمة الحرب الروسية الاوكرانية وأزمة الطاقة وتسريع الركود من ناحية أخرى .
تساهم عملة اليورو في مؤشر الدولار الأمريكي والمعروف بالدولار اندكس بأكثر من النصف أي ما يعادل 57% وبالتالي جزء كبير من اندفاعات الدولار الأمريكي تعود لضعف اليورو خاصة مع ارتفاع المخاوف بشأن توقف الغاز الروسي بعد انتهاء الصيانة في نورد ستريم 1 الأسبوع المقبل .
على صعيد البيانات الاقتصادية من المتوقع أن تعلن مؤسسة ZEW لقياس ثقة الأعمال في المانيا ومنطقة اليورو عن أرقامها بعد لحظات ومن المتوقع أن تأتي على سلبية للشهر الخامس على التوالي .
الين الياباني بدوره سجل قاع جديد مطلع الأسبوع أمس الاثنين عند 137.55 للمرة الأولى في اكثر من عقدين (24 عاماً) حيث أكد رئيس الوزراء الياباني كيشيدا بأن حكومته سوف تتخذ كل الإجراءات الممكنة للتعامل مع ارتفاع الأسعار .