بعد أن اختتم العام 2022 بمكاسب بحوالي 8% باغلاقه عند مستويات 103.46 ومسجلاً مكاسب بأكثر من 19% باختباره لأعلى مستوياته عند 114.75 في سبتمبر افتتح المؤشر العام للدولار الأمريكي (الدولار إندكس) والمعني بقياس الدولار مقابل سلة من العملات العام الجديد على مكاسب بأكثر من 1% قبل أن يعود ويخسرها في الجلسة الثانية للعام اليوم الأربعاء الرابع من يناير وسط تقلبات حادة في تداولات العملات شهدناها في اولى جلسات العام الجديد .

تحركات الدولار الأمريكي خلال العام الماضي كانت بناءً على تحركات الفيدرالي الأمريكي الذي قرر أن يحارب التضخم المرتفع والذي بلغ أعلى مستوياته في 40 عاماً حيث بدأ الفيدرالي الأمريكي في رفع معدلات الفائدة بواقع ربع نقطة أساس في مارس من العام الماضي ليتحول إلى 50 نقطة أساس في مايو ويتبعها برفع بواقع 75 نقطة اساس في يونيو ويوليو وسبتمبر ونوفمبر لتصل لأعلى مستوياتها منذ العام 2007 .

مؤشر اسعار المستهلكين CPI والمعني بقياس التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ في الارتفاع من 7% في يناير الماضي ليصل إلى مستويات الذروة في يوليو ليصل إلى 9.10% قبل أن يبدأ في التراجع ويختتم العام عند مستويات 7.1% في اخر قراءة للمؤشر في ديسمبر ليعكس نتيجة ما قام به الفيدرالي الأمريكي خلال العام ورفع اسعار الفائدة .

توقعات أعضاء الفيدرالي الأمريكي ورئيس الفيدرالي الأمريكي بحسب اخر اجتماع للبنك في 13-14 ديسمبر ترى بأن التضخم من المتوقع أن يتراجع في العام الجاري 2023 ويصل إلى 3.1% بنهاية العام وهي توقعات أعلى مقارنة بتوقعاتهم في سبتمبر الماضي والتي كانت عند 2.8% مما يعني أقل تفاؤلاً  أعضاء البنك للعام الجديد وأكثر تشاؤماً .

تقديرات اسواق العقود الآجلة من FedWatch بحسب CME ترى بأن الفيدرالي الأمريكي سيرفع من معدلات الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماعه في الاول من فبراير بنسبة توقعات تصل إلى 70% ورفع اخر بنسبة ربع نقطة في اجتماع مارس لتصل إلى 5%وهو ما يتطابق مع توقعات أعضاء البنك بأن هنالك رفع بمقدار 75 نقطة اساس في العام الجاري نظراً لقراءة التضخم المتراجعة منذ يوليو الماضي .

تترقب الأسواق خلال جلسة تداولات اليوم الأربعاء في الجلسة الأمريكية نتائج محضر اجتماع الفيدرالي يومي 13-14 ديسمبر الماضي للوقوف على قراءة اكثر تفصيلاً لتوقعات أعضاء اللجنة بشأن اسعار الفائدة والتضخم في العام الجديد وهل سنشهد مستويات أعلى من 5% للفائدة .

جزء كبير من تحركات الدولار الأمريكي منذ افتتاحية الأسواق أمس الثلاثاء جاءت بنسبة كبيرة لتدفقات السيولة التي بدأت في الدخول في الأسواق وبناء مراكز جديدة مع بداية العام بعد عطلة الأسواق في الفترة الأخيرة .

تحركات الفيدرالي الأمريكي وتراجعات التضخم في حال استمرت ستكون المفتاح ايضاً للعام الجديد لتحركات الدولار الأمريكي ضف إلى ذلك أرقام سوق العمل الأمريكي التي ستصدر في الأسبوع الأول من كل شهر ميلادي وإلى اي مدى سيتحمل الفيدرالي الأمريكي ارتفاع مستويات البطالة التي هي عند مستويات 3.7% الان وهي مستويات تاريخية خاصة وأن توقعات البنك ترى معدلات البطالة عند 4.6% في العام الجاري .

اذاً ما بين تراجعات التضخم وارتفاع معدلات البطالة المتوقع ستكون تحركات الدولار الأمريكي خلال العام وعليه ستكون عملية بناء المركز من المستثمرين .

من غير المتوقع أن يكون الزخم الشرائي للدولار الأمريكي بنفس قوة العام الماضي ولكن نتوقع أن يستمر الارتفاع حتي نهاية الربع الأول من العام الجاري حتى نشهد استقراراً في معدلات الفائدة ويبدأ الحديث عن موعد خفض الفائدة الأمريكية خاصة وأن الاسواق تتوقع أن نشهد تباطؤً من نمو الاقتصاد العالمي .